بعيدًا في صحراء جنوب مصر، تتوسط أراضيها جوهرة تاريخية مهمة، وهي معبد أبو سمبل، الذي يعتبر من أبرز المعالم الأثرية التي تشهد على عظمة الحضارة المصرية القديمة، ويقع على ضفاف بحيرة ناصر، صُمم المعبد بشكل يجعل الشمس تخترقه وتنير الحجر الداخلي مرتين في السنة، في 22 فبراير و22 أكتوبر، ويحمل المعبد أهمية تاريخية؛ لكونه بُني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد على يد رمسيس الثاني.
تستقبلك تماثيل الفرعون الملك رمسيس الثاني بعد أن تعبر بوابة المعبد التي يبلغ ارتفاع كل منها 20 مترًا، تلك التماثيل الهائلة التي تشد الأنظار بارتفاعها الذي يصل إلى عشرين مترًا، معبرة عن قوة وسلطة الفرعون وعظمته، تتوزع الآثار والنقوش على جدران المعبد بشكل يحكي قصصًا عريقة عن حياة الفراعنة وعبادتهم وتقاليدهم الدينية.
تضفي أشعة الشمس الدافئة سحرًا خاصًا على أروقة المعبد، مما يجعلك تشعر وكأنك تعيش في زمن الفراعنة القدماء، يمكنك أن تتخيل حياة الناس القديمة وطقوسهم الدينية، ومراسمهم الاحتفالية، وهم يتجولون في أروقة هذا الصرح العظيم.
فلكل زائر للمعبد أحاسيسه وتجاربه الخاصة، فالبعض يشعر بالدهشة والإعجاب أمام عظمة المعبد وروعة تماثيله، بينما يغمر البعض الآخر شعور بالتأمل والسكينة وهو يتجول بين جدرانه القديمة.
تذكر زيارة معبد أبو سمبل مغامرة لا تُنسى، فهو ليس مجرد مكان أثري، بل هو نافذة تطل على عالم قديم مليء بالأسرار والأساطير والتاريخ العريق.